ما هي التغذية العلاجية

التغذية العلاجية تمثل دراسة العلاقة بين الطعام والصحة البشرية، حيث تركز على فهم تأثير الغذاء على جسم الإنسان. يمتد إهتمامنا بهذا المجال إلى العصور القديمة، حيث ربط المصريون القدماء بين كمية الطعام المتناول والمشاكل الصحية المتعددة. شهدت التغذية العلاجية تطوراً مستمراً حتى أصبحت إحدى الفروع الهامة في مجال العلوم الطبية.

يهتم علماء التغذية اليوم بالبحث عن كيفية استخدام الغذاء للتأثير الإيجابي على صحة الإنسان، وقد تم تسمية هذا النهج بـ “التغذية العلاجية”. يمكن تعريف التغذية العلاجية بأنها تعديلات تُجرى على نظام الطعام بواسطة خبراء التغذية لضبطه وتكييفه مع حالة صحية محددة.

أهمية التغذية العلاجية

تنوعت مجالات التغذية العلاجية لتشمل عدة مجالات مثل إعداد الحميات الغذائية، ومعالجة اضطرابات الهضم، ومعالجة حالات سوء التغذية، بالإضافة إلى التركيز على تغذية الرياضيين، المرضى، الأطفال، وكبار السن. يركز علم التغذية العلاجية بشكل أساسي على نشر الوعي بالسلامة الصحية، بهدف تحقيق حالة جسدية جيدة وحرية من الأمراض لدى الإنسان.

كيف يؤدي عدم الاهتمام بالتغذية السليمة إلى أمراض متعددة؟

تكمن أهمية التغذية العلاجية في التركيز على تلبية احتياجات الغذاء للأفراد الذين يعانون من مختلف الأمراض، مع مراعاة فترة محتملة لاستمرار المرض.

على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي نقص كمية خلايا الدم الحمراء في الجسم، المعروف بفقر الدم “الأنيميا”، إلى تقليل نقل الأكسجين إلى الأنسجة، وينجم عن نقص عنصر الحديد تعب وشحوب الجلد. كما يؤثر نقص البروتين على الكتلة العضلية والصحة بشكل عام.

كذلك بالنسبة لمرض الإسقربوط، الذي ينجم عن نقص فيتامين سي، يظهر بأعراض مثل الإرهاق والأنيميا وآلام المفاصل والعضلات، والكدمات المؤلمة، وضعف في الأنسجة الرابطة، وتأخر التئام الجروح، ونزيف اللثة وخلخلة الأسنان أو سقوطها، ويعد مرضاً مميتًا إذا ترك دون علاج.

أيضاً الكساح ولين العظام وهشاشة العظام، الناتجة عن نقص في فيتامين د والكالسيوم والبوتاسيوم في الجسم، مما يؤدي إلى الانحناء في الساقين والكسور التشوهات المختلفة التي تصيب العظام في الأطفال والبالغين.

تسعى التغذية العلاجية إلى تنوع عناصر الطعام لتكون مناسبة للشخص حسب بيئته، بهدف تجنب المخاطر الصحية. يظهر أن الاعتماد المفرط على أنواع محددة من الأغذية في البلاد النامية يمكن أن يتسبب في الإصابة بأمراض خطيرة مثل فقر الدم. وتلعب المناطق التي تستخدم فيها الأسمدة الكيميائية دورًا في إحداث أمراض مختلفة، من بينها السرطان.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر مرض السمنة المفرطة من الأمراض الشائعة عالمياً، والذي ينجم عن سوء عادات التغذية وتناول الوجبات الدسمة. يؤدي السمنة إلى العديد من المشاكل الصحية والنفسية، مما يستدعي الحاجة إلى التغذية العلاجية لعلاجها والوقاية من مضاعفاتها.

أنواع التغذية العلاجية للسمنة

1. مرحلة التخسيس: تركز التغذية العلاجية على إحداث نقص في ميزان الطاقة الحرارية، أي أن محتوى الطعام يكون أقل من حاجة الجسم للطاقة، بهدف تحقيق فقدان الوزن المستهدف وتحقيق الوزن المثالي بناءً على العمر والطول ومستوى النشاط البدني.

2. مرحلة التغذية العلاجية: في هذه المرحلة تتركز الجهود على الحفاظ على الوزن الجديد الذي تم الوصول إليه، من خلال توفير توازن صحيح بين كمية الطعام المتناولة واحتياجات الجسم للطاقة. يهدف هذا النهج إلى ضمان استمرارية الوزن الصحي ومنع العودة إلى الوضع السابق.

ببساطة، في مرحلة التخسيس، يتم التحكم في محتوى الطعام لتحقيق الفقدان المستهدف للوزن، بينما في مرحلة تثبيت الوزن، يتم تعديل النظام الغذائي لضمان الحفاظ على الوزن المستهدف بشكل دائم وتحقيق صحة جسدية مستدامة.

أمثلة على التغذية العلاجية

تعد التغذية العلاجية أداة فعّالة يستخدمها أخصائيو التغذية لتحسين حالة المرضى وتعزيز صحتهم. إليك بعض الأمثلة على التعديلات التي يُجريها أخصائي التغذية العلاجية على نظام غذائي للمريض:

1. تعديل كمية البروتين:
تُوصف الحمية الغنية بالبروتين في حالات سوء التغذية وتشمُّع الكبد، في حين يكون الحد من كمية البروتين ضرورياً في حالات التهاب الكلى.

2. تعديل المحتوى الغذائي للألياف:
تكون الحمية الغنية بالألياف مفيدة لعلاج الإمساك، بينما تكون الحمية قليلة الألياف ضرورية لعلاج الإسهال والقرحة.

3. تعديل كمية الكربوهيدرات:
تكون الحمية الغنية بالكربوهيدرات مناسبة لأمراض الكبد وحالات ما قبل العمليات الجراحية، بينما تكون الحمية منخفضة الكربوهيدرات ضرورية لعلاج مرضى السكري.

4. تعديل عدد السعرات الحرارية:
تكون الحمية عالية السعرات ضرورية في حالة الإصابة بالحمّى، والعدوى، وفرط نشاط الغدة الدرقية. أما الحمية منخفضة السعرات، فتُعالج السمنة وأمراض القلب.

5. تعديل كمية الدهون:
يتم استخدام النظام الغذائي الغني بالدهون في حالات نقص التغذية الحاد، بينما يكون النظام الغذائي قليل الدهون مفيدًا لأمراض القلب والكبد والسمنة.

6. المعادن:
يكون النظام الغذائي الغني بالكالسيوم ضروريًا لمرضى الكساح وهشاشة العظام، بينما يكون النظام الغذائي قليل الكالسيوم مفيدًا لمرضى حصى الكلى. وتكون الحمية قليلة الصوديوم ضرورية لمرضى ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب وأمراض الكلى.

ما فوائد استخدام التغذية العلاجية 

يستفيد الأفراد من فوائد عديدة عند استخدام التغذية العلاجية، حيث تُصمم هذه الطريقة الغذائية لتحقيق أهداف صحية محددة وعلاج الحالات الطبية. إليك بعض الفوائد الرئيسية:

  •  تساعد التغذية العلاجية في تحسين الصحة العامة من خلال توفير العناصر الغذائية الضرورية التي يحتاجها الجسم للنمو والتطور.
  •  تستخدم لعلاج العديد من الأمراض والحالات الصحية مثل مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، والتهاب المفاصل. كما يمكنها تقليل مخاطر الإصابة ببعض الأمراض مثل السرطان.
  • تلعب دورًا مهمًا في إدارة الوزن، سواء كان الهدف هو زيادة الوزن للأفراد النحيفين أو فقدان الوزن للأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
  • تحسين وظائف الجهاز الهضمي والتقليل من المشاكل المرتبطة بالهضم مثل الإمساك أو الإسهال.
  • تعزز عمليات الشفاء وتقوية الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر قوة في مقاومة الأمراض والالتئام من الإصابات.
  • تستخدم لتحسين أداء الرياضيين، حيث يتم تصميم نظام غذائي محدد لتلبية احتياجات الجسم أثناء التدريب والنشاط الرياضي.
  • تحسين الصحة النفسية، حيث يظهر تأثير إيجابي على المزاج والطاقة وقدرة الفرد على التحكم في التوتر والقلق.
  • تقليل الالتهابات.

أساسيات قواعد التغذية العلاجية في اتباع نظام غذائي صحي

– تأكد من تناول كمية مناسبة من السعرات الحرارية وفقًا لنشاطك اليومي، حيث تُعتبر السعرات الحرارية مصدرًا للطاقة الضروري لجسمك.

– تحقق من تناول الطعام بانتظام وبكميات معتدلة للتمتع بمجموعة متنوعة من الأطعمة، وذلك للحفاظ على نظام غذائي متوازن دون الإفراط أو الحرمان.

– قم بتدريب نفسك على التحكم في كمية الطعام وحساب عدد السعرات الحرارية لتستمتع بتناول الأطعمة المفضلة لديك بدون زيادة الوزن أو فقدان الوزن بشكل غير صحي.

– اختر الأطعمة الصحية وتجنب الكربوهيدرات المعالجة التي قد تؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم والأنسولين. و اختر الحبوب الكاملة مثل الأرز البني والقمح الكامل والشوفان.

– تابع الهرم الغذائي الصحي وحاول أن يكون نظامك الغذائي متنوعًا بشكل يشمل الفواكه والخضروات بكثرة.

– قلل من تناول الدهون المشبعة والسكر، وتأكد من الانتباه إلى كمية الدهون التي تستهلكها، مع التركيز على الدهون الغير المشبعة الموجودة في الأسماك والمكسرات والفاكهة والأفوكادو.

أنظمة التغذية العلاجية

1. نظام BRAT لحالات الإسهال والقيء:
يُقصد بـ BRAT مجموعة من الأطعمة تشمل الموز والأرز وعصير التفاح والخبز المحمص. تعمل هذه الأطعمة النشوية على معالجة الإمساك وتخفيف الإسهال، وتُعتبر خفيفة وغير محتوية على مواد تهيج المعدة أو الأمعاء، مما يساعد في تهدئة التهيج الناتج عن القيء. هذا النظام الغذائي يحتوي على العناصر الغذائية الهامة ويمكن تعويض الفقدان الناتج عن الإسهال والقيء.

2. نظام DASH لارتفاع ضغط الدم:
يعد نظام DASH منخفض الكربوهيدرات وغنيًا بالفواكه والخضروات ومنتجات الألبان قليلة الدسم. يُستخدم لخفض ضغط الدم ويقلل من كميات الدهون المشبعة والكوليسترول. يعزز الصحة القلبية ويُحسن مستويات العناصر الغذائية الهامة في الجسم.

3. نظام الكيتو لفقدان الوزن:
هي حمية منخفضة الكربوهيدرات وعالية الدهون، وتعتمد على تحفيز الجسم لحالة الكيتوز التي تزيد من حرق الدهون للحصول على الطاقة. تُعتبر فعّالة لخسارة الوزن وتُحسِّن استجابة الجسم للدهون.

4. نظام الصيام المتقطع لحرق الدهون:
الصيام المتقطع يعتمد على فترات من الصيام تليها فترات تناول الطعام، ويمكن تكامله بسهولة في الحياة اليومية. يُستخدم لتحفيز حرق الدهون المخزنة بالجسم وتحسين الصحة العامة.

5. نظام الغذاء العلاجي 3000 سعر حراري للنحافة والرياضيين:
يستخدم لزيادة الوزن وتوفير الطاقة اللازمة للأفراد الرياضيين. يهدف إلى توفير عدد كبير من السعرات الحرارية لدعم نمو العضلات وتحسين الوزن.

6. نظام الدورة الدموية واستخدام التخدير السطحي:
يستخدم لإجراء الفحص الطبي أو الإجراءات العلاجية، حيث يتم توفير محاليل وأدوية عبر أنبوب الحقن الوريدي. يشمل الاختبارات والإجراءات التشخيصية والعلاجية.

لمزيد من التفاصيل يرجى الاتصال بنا.

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *