الحجامة هي تقنية طبية تاريخية شاع استخدامها في العديد من الدول العربية والإسلامية، وتعتبر جزءًا من التراث الطبي النبوي. قدم العديد من الأطباء العرب والمسلمين مثل ابن سينا والزهراوي وأبو بكر الرازي توصيات بشأن استخدام الحجامة، وانتشرت هذه الفعالية في الدول الأوروبية خلال عصر النهضة.

تُصنف الحجامة ضمن الطب البديل، حيث يتم وضع أكواب على نقاط محددة من الجلد، ويتم خلق ضغط أقل من الضغط الجوي، سواء عن طريق الحرارة أو الشفط. الهدف من الحجامة يكمن في الوقاية من الأمراض وعلاج بعضها.

تُستخدم الحجامة لتحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر العضلي، وتُعتبر وسيلة لتحفيز الجسم على التخلص من السموم. يُمكن أن تُجرى هذه العملية بغرض العلاج أو الوقاية، وتتضمن إزالة الأكواب بعد فترة زمنية قد تتراوح بين عدة دقائق إلى نصف ساعة.

تجدر الإشارة إلى أنه يفضل استشارة الطبيب قبل تنفيذ أي إجراء طبي بديل، بما في ذلك الحجامة، للتأكد من ملاءمته مع الحالة الصحية الفردية.

الحجامة تُصنف إلى نوعين رئيسيين، حسب الطريقة التي يتم بها تنفيذ العملية، ويتم اختيار نوع الحجامة وفقًا للحالة الصحية المراد علاجها، إلى جانب تفضيلات المريض ورأي المعالج:

1. الحجامة الجافة (Dry Cupping):
– تعتمد هذه الطريقة أساسًا على عملية شفط الجلد.
– يتم وضع الأكواب على نقاط معينة من الجلد بعد توليدها بالحرارة أو باستخدام مضخة هواء لإنشاء فراغ داخل الكوب.
– الهدف من هذا النوع من الحجامة هو تحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر العضلي دون سحب الدم.

2. الحجامة الدامية أو الحجامة الرطبة (Wet Cupping):
– تشمل هذه الطريقة عملية شفط الجلد إضافة إلى سحب كميات صغيرة من الدم.
– يتم وضع الأكواب أولاً كما في الحجامة الجافة، ولكن بعد فترة يتم قطع الجلد في المناطق الموضوعة الكؤوس، ويتم سحب كميات صغيرة من الدم.
– يُعتقد أن هذا النوع من الحجامة يقوم بإزالة المواد الضارة من الجسم ويساعد في تحسين الصحة العامة.

من المهم أن يتم تنفيذ أي نوع من أنواع الحجامة بعناية وتحت إشراف محترف، ويجب على الأفراد الراغبين في تجربة الحجامة استشارة الطبيب قبل الشروع في هذا العلاج لضمان ملاءمته مع حالتهم الصحية الفردية.

توفر الحجامة العديد من الفوائد الصحية للجسم، ومن بين أهم هذه الفوائد:

1. الراحة والاسترخاء:
– تساهم الحجامة في زيادة إنتاج الأفيون الداخلي في الدماغ، مما يؤدي إلى تحسين التحكم بالألم ورفع عتبة الألم.
– تقلل من آلام الظهر وتعزز الراحة والاسترخاء العام.

2. تقليل الالتهاب:
– تساهم الحجامة في تقليل التورم والالتهابات في الجسم.

3. تعزيز الدورة الدموية والتخلص من السموم:
– تعمل على تحفيز الدورة الدموية وتسهيل طرد السموم والنفايات من الجسم.
– تزيل المواد الضارة من الشعيرات الدموية في الجلد والسائل بين الخلايا.

4. تعزيز إصلاح الخلايا وتكوين الأوعية الدموية:
– تسرع من عملية إصلاح الخلايا وتعزز تكوين الأوعية الدموية في المنطقة المعرضة للحجامة.

5. خفض مستويات الكوليسترول:
– تقلل من مستويات الكوليسترول الضار في الدم، مما يلعب دورًا في مقاومة تصلب الشرايين وأمراض القلب.

6. تحسين نسبة الخلايا في الدم:
– تقوم بتخفيض عدد الخلايا اللمفية وتزيد من عدد العدلات وكريات الدم الحمراء.

7. تخفيف الالتصاقات وتجديد الأنسجة:
– تساهم في تقليل الالتصاقات بين الأنسجة وتسريع عملية تجديد الأنسجة الضامة.

8. تحفيز الجهاز العصبي الطرفي:
– تعمل على تحفيز الجهاز العصبي الطرفي، مما يسهم في تحسين وظائف الأعصاب.

9. التحكم في ارتفاع ضغط الدم:
– تُظهر بعض الدراسات أن الحجامة يمكن أن تلعب دورًا في التحكم في ارتفاع ضغط الدم.

10. تنظيم جهاز المناعة:
– تساعد في تنظيم وتحسين جهاز المناعة.

11. تخفيض مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري:
– تشير بعض الأبحاث إلى أن الحجامة يمكن أن تساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري.

من المهم التأكيد على أن تلك الفوائد تعتمد على دراسات محددة وقد تختلف النتائج من فرد لآخر. لذا يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل تنفيذ أي إجراء طبي بديل.

لمزيد من التفاصيل تواصل معنا 

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *