مفهوم الإرشاد الأسري وأهميته
الإرشاد الأسري يمثل عملية مساعدة وتوجيه لأفراد الأسرة، بدءًا من الوالدين وصولاً إلى الأولاد والأقارب، سواء كان ذلك لفهم الحياة الأسرية، و تحديد المسؤوليات، أو حل المشاكل الناشئة. يعتبر الإرشاد أداة أساسية لتحقيق الاستقرار والتوافق الأسري، وهو ضروري خاصة في عصر يعتبر بيئة الحياة فيه معقدة ومحفوفة بالتحديات.
يحتاج كل فرد في المجتمع إلى التوجيه والإرشاد خلال مختلف مراحل حياته. في عصر يُعرف بالقلق، يزداد الحاجة إلى الإرشاد في المدارس، والأسر، والمجتمع بشكل عام. يهدف الإرشاد إلى تحقيق التوازن بين الفرد وبيئته، ويسعى إلى توجيه الذات نحو المعايير الاجتماعية وتحديد أهداف الحياة.
الإرشاد الأسري يركز على توجيه الزوجين والأبناء، حيث يعتبرون أساس الأسرة. يأتي دور الإرشاد الأسري في زيادة معرفة الأفراد وتنويرهم، وتصحيح مشاعرهم وأفكارهم تجاه أنفسهم والآخرين. يسعى الإرشاد إلى تعزيز السلوك الإيجابي وتقليل انتشار المشاكل والظواهر الاجتماعية الضارة.
من خلال الإرشاد الأسري، يمكن تشجيع الفرد على التطوير الشخصي وتحقيق التوافق الأسري. يُحدد الإرشاد الأسري نقاط القوة والضعف داخل الأسرة، ويعمل على توفير الظروف المناسبة لتعزيز التواصل والفهم بين أفراد الأسرة.
تتمثل أهداف الإرشاد الأسري في:
1. تحقيق سعادة واستقرار للأسرة، وبالتالي تحسين جودة حياة المجتمع.
2. تأهيل وتهيئة الشباب والفتيات لمرحلة ما قبل الزواج وبعده، لتمكينهم من تحمل المسؤوليات الأسرية بفهم ووعي.
3. توعية المقبلين على الزواج وتوضيح الحقوق والواجبات الأسرية، لتحقيق علاقات زوجية صحية ومستقرة.
4. نشر مفاهيم الثقافة الأسرية الصحيحة والإيجابية.
5. تحقيق الألفة بين الأزواج وتعزيز الترابط العائلي لبناء بيئة أسرية مستدامة.
6. تهيئة الجو الأسري السليم لتنشئة الأولاد نشأة صالحة ومستقرة.
7. بحث أسباب الخلافات والمنازعات الزوجية والعائلية، وتقديم الحلول الملائمة لتحسين العلاقات الأسرية.
8. التقليل من نسبة الطلاق من خلال تعزيز التواصل وفهم الاحتياجات المشتركة.
كيف تتحقق هذه الأهداف؟
تحقيق الأهداف المحددة للإرشاد الأسري يكمن في الجهد المستمر والتركيز على عدة جوانب أساسية. يتضمن ذلك بناء أساس قوي من التربية الإسلامية في الأسرة ونشر مفاهيم الحياة الأسرية الصحيحة. يلعب الإرشاد دورًا حيويًا في مساعدة الأسرة على فهم وحل المشكلات والاضطرابات، مما يؤمن الأسرة من احتمالات الاضطراب أو الانهيار.
بناء التواصل الفعّال وتعزيز التفاهم بين أفراد الأسرة يُعد أمرًا أساسيًا، ويتحقق من خلال تعزيز الألفة بين الأزواج وتعزيز الترابط العائلي. كما يركز الإرشاد على تدريب الوالدين على التحكم في ثورات الغضب والانفعالات، ويساهم في بناء بيئة هادئة ومستقرة داخل الأسرة.
في هذا السياق، يُشدد على أهمية توفير قدوة إيجابية من قِبَل الوالدين، حيث يتعلم الأولاد من سلوكياتهم. كما يُؤكد على ضرورة التفاعل الحقيقي بين الوالدين والأطفال، مما يعزز التواصل والفهم العاطفي.
أهمية الإرشاد الأسري لأهل الطفل ذو الاحتياج الخاص (المعاق):
في سعينا لفهم الأهمية الكبيرة للإرشاد الأسري لأولياء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، نجد أن هذا النوع من الإرشاد يلعب دورًا حيويًا في مساعدة الوالدين على التكيف مع وضعهم الجديد داخل الأسرة. يوفر الإرشاد الدعم النفسي والاجتماعي الذي يساعد في التغلب على الصعوبات النفسية والانفعالية والاجتماعية التي قد يواجهونها نتيجة للضغوط والتحديات المرتبطة برعاية الطفل ذي الاحتياجات الخاصة.
يساهم الإرشاد أيضًا في دعم أسرة الطفل للتكيف مع الضغوط الخارجية، ويقوم بتوجيه الأشقاء الأكبر سناً، ويوفر المعلومات حول القوانين والتشريعات المتعلقة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. يعتبر توجيه الوالدين إلى المؤسسات التي تقدم الدعم التربوي والاجتماعي والصحي لهذه الفئة من السكان جزءًا أساسيًا من دور الإرشاد الأسري.
علاوةً على ذلك، يقوم الإرشاد بتقديم معلومات حول المهن المتاحة في البيئة المحلية وفرص التدريب المناسبة، بهدف تحقيق الاستقرار الاقتصادي لأولياء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. يُشدد على أهمية مساعدة الوالدين في التعامل مع الضغوطات والمشكلات التي قد تنشأ نتيجة وجود طفل معاق داخل الأسرة.
توفير الإرشاد الأسري بشكل فعّال يعتبر عاملاً أساسياً لتمكين العائلات من التعايش مع هذه التحديات بشكل صحيح وفعّال، مما يؤثر إيجابًا على جودة حياتهم ويخلق بيئة داعمة لنمو وتطوير الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
في إطار الإرشاد الأسري، يسعى المرشد إلى تحقيق عدة أهداف أساسية أثناء عملية إرشاد والدّي الأطفال، تتمثل في :
1. الموضوعية والتفهم.
2. فهم احتياجات الطفل ومواجهتها.
3. توفير إرشاد يساعد على فهم صعوبات الطفل وكيفية التعامل معها.
4.توجيه الأسرة نحو الخدمات المتاحة لتحسين جودة حياة الطفل.
4. تحقيق التواصل والتفاهم بين الوالدين.
5.- تعزيز الروابط العاطفية بين الزوجين وبناء علاقة زواجية قوية.
عيادات Valia تعتبر واحدة من الأماكن الرائدة التي تقدم برامج إرشاد أسري لمساعدة الأسر في التعامل مع احتياجات واستفسارات الأطفال. نوفر في Valia خدمات متخصصة تهدف إلى تعزيز الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، وتعزيز صحة وسعادة الأسر وتوفير الدعم اللازم للتعامل مع التحديات اليومية.
No comment