تعديل السلوك يشير إلى الطرق المستخدمة لضبط أو تعزيز نمط معين من السلوك أو التفاعل. يلجأ الآباء إلى هذا النهج لتعليم أطفالهم السلوك السليم وتصحيح السلوكيات الغير مرغوب فيها.

كما يُستخدم هذا الأسلوب من قبل المعالجين لتعزيز السلوكيات الصحية لدى مرضاهم. حيث أن مدربو الحيوانات يعتمدون عليه لتطوير الطاعة والتفاهم بين الحيوان الأليف وصاحبه. وفي سياق العلاقات الاجتماعية، يُستخدم تعديل السلوك لتعزيز التواصل الإيجابي وتحسين العلاقات بين الأصدقاء والأفراد المهمين.

ما هو تعديل السلوك؟

تعديل السلوك يمثل عملية شاملة لتحول أنماط السلوك البشري على الفترة الزمنية الطويلة، حيث يُستخدم مجموعة من تقنيات التحفيز المتنوعة. يتركب تعديل السلوك في جوهره على مفهومين رئيسيين: العواقب التعزيزية السلبية والمكافآت التعزيزية الإيجابية. الهدف النهائي لهذه العملية هو تحويل السلوكيات غير المقبولة أو المشكلة أو الرافضة إلى سلوكيات إيجابية ومرغوبة.

يعمل تعديل السلوك على نطاق واسع، حيث يمكن تطبيقه في مختلف المجالات، بدءًا من تحسين سلوك الأطفال إلى تحفيز الأداء الفعّال للموظفين.

نجد تقنيات تعديل السلوك نفسها ذات فعالية في علاج مجموعة واسعة من الاضطرابات، بما في ذلك اضطراب الوسواس القهري (OCD)، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، والمخاوف غير المنطقية، ومشاكل إدمان المخدرات والكحول، واضطراب القلق العام، واضطراب قلق الانفصال.

إن القيام بتغييرات في حياتنا قد يكون أمراً سهلاً، حيث يُمكن للأفراد أن يعلنوا عن نيتهم للإقلاع عن عادة معينة مثل التدخين أو الالتزام بنظام تمرين، ولكن التحدي الحقيقي يكمن في الثبات على هذه العادة الجديدة. فالالتزام بتغيير السلوك يعتبر تحديًا، ويتطلب التصميم والإرادة القوية. هذا هو المكان الذي يأتي فيه دور تعديل السلوك.

يساعد تعديل السلوك في تحول طريقة تصرفنا أو تفاعلنا مع الأمور من خلال عملية التعلم وربط العواقب بأفعالنا. بالرغم من أنه لا يمكننا فرض تغيير السلوك على الآخرين، يمكننا تحفيزهم لتغيير سلوكهم عن طريق تغيير البيئة المحيطة وتوفير الحوافز.

أنواع وتقنيات تعديل السلوك 

تعديل السلوك هو عملية تغيير أنماط السلوك البشري على المدى الطويل باستخدام تقنيات التحفيز المختلفة. هناك أنواع وتقنيات مختلفة لتعديل السلوك، من بينها:

1. التعزيز الإيجابي:
يكافئ السلوك الجيد بمحفزات إيجابية، مثل المديح اللفظي، أو تقديم مكافأة.

أهداف المعززات :

•  اختيار المعززات الإيجابية المناسبة للفرد.
•  تقديم المعززات بعد حدوث السلوك المناسب فوراً.
•  تنويع التعزيز تجنباً للإشباع.
•  استخدام جدول التعزيز المناسب.
•  توفير المعززات بكميات تتلاءم مع السلوك المستهدف.
•  تجنب إعطاء المعزز ( كرشوة) كي يتوقف الطفل عن البكاء أو الصراخ أو إيذاء الآخرين.
•  لا يعطى المعزز إلا بعد أن ينتهي الطفل من إتمام أو إنجاز العمل المطلوب.
•  الانسحاب التدريجي في تقديم المعززات في نهاية تعلم السلوك.

2. التعزيز السلبي:
يشمل العقوبات الإيجابية، حيث يضاف شيء غير مرغوب لردع تكرار السلوك السيء. ويشمل العقوبات السلبية خلع شيء ما، كمثال إلزام الطفل بتنظيف المنزل بعد إلقاء وجبة خفيفة على الأرض.

3. الانقراض:
يشير إلى تقليل أو إيقاف التعزيزات للحد من السلوك أو تشجيعه. على سبيل المثال، تجاهل الطفل عند قيامه بسلوك غير مرغوب يؤدي إلى انقراض هذا السلوك.

4. التشكيل:
يشمل تقسيم المهمة إلى خطوات صغيرة لتقليل الضغط وتسهيل تحقيق هدف أكبر، مما يجعل السلوك أكثر قبولًا. على سبيل المثال، سلسلة السلوك لتشكيل عادة الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية تشمل خطوات مثل شراء ملابس التمرين أو حجز عضوية.

5. التسلسل:
يرتبط بربط سلسلة من السلوكيات لتشكيل سلوك أكبر. يشمل تقسيم المهمة إلى خطوات صغيرة، وكل خطوة ترتبط بالأخرى لتحقيق هدف أكبر.

كيفية استخدام تعديل السلوك لتغيير سلوك طفلك

لا يمكنك فرض تغيير السلوك على طفلك، ولكن يُمكنك تغيير البيئة بطريقة تحفّزه على التغيير. يعتبر تعديل السلوك تعديلًا للبيئة بحيث يصبح الطفل أكثر استعدادًا لاتباع القواعد.

التواصل الثابت هو المفتاح لجعل تعديل السلوك فعّالًا. عندما تمدح طفلك على أدائه الإيجابي، استمر في استخدام الإشادة في كل مرة حتى يصبح ذلك عادة لديه. يمكنك التقليل التدريجي للإشادة بمرور الوقت.