يتطلب فهم الاضطرابات النفسية وعلاجها فهمًا عميقًا لجميع الظروف التي يمر بها المريض النفسي، وليس فقط الظروف الحالية. يحتاج الأمر إلى التفكير في ظروف النشأة الحياتية بشكل شامل، مع مراعاة طبيعة شخصية الفرد.

لتحديد الاضطراب النفسي وعلاجه، يعتمد الطبيب النفسي على ثلاثة محاور رئيسية:

1. الفحص الظاهري: يهدف إلى استبعاد وجود أمراض جسدية قد تكون لها تأثير على الحالة النفسية للفرد.

2. الفحص المعملي: يتضمن إجراء اختبارات معملية للتحقق من عدم تأثر الجسم بالكحول أو المواد المخدرة التي قد تؤثر على الصحة النفسية.

3. التقييم النفسي: يتضمن جلسات المحادثة بين الطبيب النفسي والمريض لفهم ظروفه الحالية والسابقة، بما في ذلك أفكاره، ومشاعره، وسلوكه تجاه الأمور المختلفة.

هذه الطرق تعمل سويًا لتوفير تشخيص دقيق وعلاج فعّال للاضطرابات النفسية.

انواع الاضطرابات النفسية

  الاضطراب ثنائي القطب: يتسم هذا الاضطراب بتذبذب المزاج لدى المريض بين نوبات الاكتئاب ونوبات الهوس، حيث يتناوب بين فترات من الاكتئاب وفترات من الهوس  أو الاستثارة المفرطة والنشاط المتزايد. تتفاوت مدة نوبات الاكتئاب أو الهوس من شخص لآخر. بعض المرضى يعانون من نوبات قصيرة تستمر لعدة أيام أو شهور، في حين يمكن أن تصل مدة نوبة الاكتئاب أو الهوس لبعض المرضى إلى سنوات.

انفصام الشخصية والاضطرابات المصاحبة:يحدث للمريض النفسي في هذا النوع من انواع الاضطرابات النفسية انفصال عن الواقع وحدوث ضلالات وهلاوس سمعية وبصرية، كذلك يحدث تشوش في الأفكار ويكون حديثه غير منظم وغير مترابط.

الاضطرابات الاكتئابية: 

يُعد الاكتئاب من بين الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا، ويتطلب علاجاً يمتد على فترات طويلة، حيث يعاني المصاب بالاكتئاب من شعور دائم بالحزن، فقدان الرغبة في الحياة، وغياب الاهتمام أو الاكتراث تجاه الأمور اليومية. يفتقد المصاب بالاكتئاب إلى الشعور بقيمته الذاتية.

اضطرابات القلق: يُعَدّ القلق طبيعياً في الكثير من الحالات، ولكنه يمكن أحيانًا أن يتحول إلى حالة مرضية تؤثر على اتخاذ الشخص للقرارات وتؤثر على تفكيره وحياته بشكل عام. على سبيل المثال، يمكن لخوف من المستقبل أو التردد في اتخاذ قرارات أن يعيق التقدم ويؤثر على الحياة اليومية للشخص المعاني من هذا النوع من القلق.

اضطرابات الوسواس القهري : هي اضطرابات تسيطر أفكار معينة بشكل قهري على عقل المريض، مما يدفعه إلى تكرار أفعال بصورة مفرطة. قد تكون هذه الأفكار متعلقة بشخص ما في حياة المريض، أو معتقداته الدينية أو الفكرية، أو حتى عاداته الشخصية مثل الوسواس المتعلق بالنظافة الشخصية. يتفاوت نوع وشدة هذه الأفكار من مريض إلى آخر، ويتطلب علاجها صبرًا ووقتًا طويلاً.

 اضطرابات ما بعد الصدمة: هي اضطرابات  يعاني المريض من صعوبة في التكيف مع مجريات حياته بعد تعرضه لضغوطات شديدة أو حوادث صدمية. يتطلب علاج هذا النوع من الاضطرابات النفسية فهمًا للسياق الذي حدثت فيه الصدمة وتوفير الدعم النفسي للتكيف مع التحديات.

اضطرابات مرتبطة بالأعراض الجسدية

في الاضطرابات المرتبطة بالأعراض الجسدية، قد يتأثر المريض النفسي بأمراض أو أعراض جسدية قوية، مما يؤدي إلى رد فعل نفسي حاد. على سبيل المثال، قد يشعر المريض باليأس وفقدان الرغبة في الحياة تمامًا إذا كان يعاني من مرض جسدي مثل فقدان البصر أو فقدان أحد أعضائه.

الاضطرابات النفس غذائية: فيما يتعلق بالاضطرابات النفسية ذات الصلة بالتغذية، تشمل هذه الاضطرابات مشاكل تناول الطعام مثل فقدان الشهية العصبي حيث يمتنع المريض عن تناول الطعام بسبب ضغوط نفسية، بالإضافة إلى الشراهة العصبية ومرض الفجعة. في حالة الشراهة العصبية، يتلذذ المريض بتناول كميات كبيرة من الطعام بصورة فرضتها ضغوط نفسية، ويقوم بالاستفراغ بعد ذلك.

اضطرابات الشخصية: تنوعت اضطرابات الشخصية وتفرعت إلى أكثر من نوع، إلا أنها تشترك في تظاهر المريض بسلوك اجتماعي غير طبيعي. يشمل ذلك اضطرابات مثل الانطوائية والنرجسية وجنون العظمة وعقدة الاضطهاد. هذه الاضطرابات تجعل المريض يظهر سلوكًا غير طبيعيًا في تفاعله مع المحيط الاجتماعي.

الاضطراب النفسي وعلاجه

تشير الاضطرابات النفسية إلى حاجة إلى تشخيص دقيق وجهد مستمر في التعامل معها، نظرًا لتشابك الأعراض وتشابهها. يتطلب التشخيص الدقيق وضع خطة علاجية فردية لكل حالة نفسية. وعلى الرغم من التنوع في العلاجات، يتمحور العلاج النفسي حول عدة نقاط أساسية:

1. العلاج الدوائي: يشمل استخدام الأدوية مثل عقاقير تثبيت المزاج ومضادات الاكتئاب.

2. العلاج النفسي: يتم عبر جلسات مباشرة مع أخصائي نفسي للتحدث والتفاعل مع التحديات النفسية.

3. النشاط البدني واليوجا: يلعب النشاط البدني وممارسة اليوجا دورًا مهمًا في دعم العلاج النفسي وتعزيز الصحة العامة.

لمزيد من التفاصيل يرجى الاتصال بنا.